السعودية وقطر لشراء انتر ميلان
يسعى نادي إنتر ميلان إلى المحافظة على صدارة ترتيب الدوري الإيطالي وانتزاع بطولة الدوري لهذا الموسم بعد هيمنة طويلة لفريق السيدة العجوز على اللقب طيلة التسع مواسم السابقة، ويشهد الدوري الايطالي هذا الموسم عودة قطبي الميلان إلى الصراع على بطولة الدوري حيث يتصدر الانتر الدوري ويتبعه مباشرة غريمه التقليدي ميلان وصيف الدوري مؤقتا، بينما تراجع فريق يوفنتوس الى المركز الثالث، ولم يتوج نادي انتر ميلان بلقب الدوري الايطالي منذ موسم 2009/2010، عندما كان تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو، وبعد رحيل المدرب البرتغالي شهد الانتر تراجعا كبيرا في مستواه اذ لم يحقق بعدها أي لقب، قبل يأتي مؤخرا أنطونيو كونتي الذي درب تشيلسي مؤخرا وحقق معهم الدوري الإنجليزي وكأس إنجلترا.
بعد انضمام المدرب الايطالي للانتر شهد مستوى النادي تحسنا كبيرا، حيث كان قاب قوسين من تحقيق لقب الدوري الايطالي السنة الماضية بعد احتلاله لمركز الوصافة بفارق نقطة وحيدة عن المتصدر اليوفي صاحب اللقب، ولم يأتي هذا من فراغ بل بمجهودات كبيرة من ادارة النادي التي قامت باستقطاب لاعبين بميزانية ضخمة جدا، من بينهم المهاجم الارجنتيني لاوتارو مارتينيز ب25 مليون يورو والمهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو في صيف 2019، حيث وقّع عقدًا مدته خمس سنوات مقابل رسوم انتقال يُقال إنها رقم قياسي بلغت 80 مليون يورو، والمغربي أشرف حكيمي ب40 مليون يورو قادما من ريال مدريد الاسباني، والدانماركي كريستيان إريكسن ب27 مليون يورو وغيرها من الصفقات الضخمة الأخرى التي كلفت خزينة النادي أموالا ضخمة جدا ليصبح النادي ثاني أغلى فريق من حيث القيمة التسويبقية في ايطاليا بعد السيدة العجوز والثاني عشر عالميا.
بعد ضخ أموالا طائلة في شراء أبرز نجوم كرة القدم العالمية تعرض نادي انتر ميلان لمشاكل مالية كبيرة جدا وجاء هذا موازيا أيضا لتدهور الاوضاع الصحية بالعالم، وأصبحت شركة "سونينغ" الصينية، المالكة لنادي إنتر ميلان لكرة القدم، تعاني من مشاكل مالية كبيرة جراء تداعيات أزمة تفشي فيروس كورونا، وهو ما دفعها لطرح فكرة بيع أغلبية أسهم الفريق الإيطالي. وترغب الشركة الصينية العملاقة في الحصول على مبلغ يفوق 200 مليون يورو من الصفقة، ووضعت موعدا نهائيا لإغلاق العروض، وهو يوم 31 مارس الحالي. وكان النادي في وقت سابق يعاني من عجز قدره 250 مليون يورو، جعله غير قادر على دفع رواتب لاعبيه في الأشهر الأخيرة، بعد أن كان قد عقد العديد من الصفقات في آخر موسمين من أجل العودة إلى الواجهة.. كل هذه الأمر جعلت الشركة الصينية تطرح فكرة بيع أسمهما وتأتي دولتين عربيتين في القائمة المنافسة لشراء أسهم الفريق الايطالي ولعل أبرزهم الصندوق السيادي القطري الذي دخل المنافسة لشراء 68.55 بالمئة من أسهم الفريق الإيطالي، وينافسه صندوق الاستثمار في لندن "bc partners". وفقا لتقارير إعلامية إيطالية وفرنسية، وتملك قطر فريق باريس سان جيرمان الفرنسي الذي يرأسه القطري ناصر الخليفي، وترغب في ضم إنتر ميلان الإيطالي أيضا من خلال استغلال الصعوبات المالية للشركة الصينية المالكة.ودخلت دولة عربية اخرى في الخط حيث قرر صندوق الاستثمار السعودي، الدخول بقوة في سباق شراء نادي إنتر الإيطالي، في حالة قيام مالكه ستيفن تشانج ببيعه هذا العام. وجاء ذلك وفقًا لما أكدته صحيفة "كورييري ديلو سبورت" حيث أشارت إلى وجود رغبة قوية من الأمير محمد بن سلمان في الاستثمار بالكرة الإيطالية. وومن المقرر أن تتضح الصورة بشكل أكبر خلال الأسابيع القادمة، وسط توقعات بتقدم صندوق الاستثمار السعودي بعرض رسمي قريبًا. ويذكر أن الأمير محمد بن سلمان الذي يرأس صندوق الاستثمار، حاول شراء نيوكاسل يونايتد الصيف الماضي، لكن الصفقة فشلت في اللحظات الأخيرة.
لن تكون مهمة الدول العربية سهلة في المنافسة على الفوز بأسهم النادي الايطالي لاسيما وأن شركة "BC Partners" كانت الطرف الأقرب للفوز بالصفقة، ويوجد على الخط مستثمرين كبار على مستوى العالم ينافسون على شراء أسهم النادي العريق خاصة مع مستواه الحالي وتصدره لبطولة الدوري الايطالي وهو الأقرب للتتويج باللقب هذا الموسم..
وفي نفس السياق يرى أنتونيو كونتي مدرب الفريق أن مشروع إنتر ميلان الحالي قائم بسبب استمراره على العمل الذي بدأه من الموسم الماضي، وأن ما تحقق خطوة للأمام للنادي الأسود والأزرق. واختتم حديثه بالحديث عن مشاكل النادي المالية مع مجموعة سونينج: “نادٍ مثل إنتر يجب أن يركز فقط في الملعب احتراماً لجماهيره ولتاريخه، أنا واللاعبين لا نفكر إلا في ذلك، هناك 4 أيام ما بين مباراتي بارما وأتالانتا ولذلك لدينا الوفت للتعافي وعلينا أن نحترم بارما كثيراً الذي يدربه صديقي روبيرتو دافيرسا”.
ويعاني نادي إنتر ميلان من مشاكل اقتصادية كبيرة منعته من دفع رواتب لاعبيه والطاقم التدريبي حتى الآن، وذلك حسب تقرير نشرته صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية وان لم يجد النادي حلولا لهذه المشاكل الاقتصادية سيعاني بشدة أمام هذا العدد الهائل من النجوم المتواجدين داخل النادي فلن يكون قادرا على تحقيق مطالبهم المادية بشكل كامل. وتعد هذه الفرصة ثمينة للدول العربية كالسعودية وقطر في الاستثمار بأحد أقوى واعرق الاندية في ايطاليا والقارة العجوز.
وسيكون النادي مضطرا لايجاد حل لهذه الأزمة خاصة وأنه في حالة عدم دفع إنتر لتلك الالتزامات فسيكون النادي معرضا لخسارة النقاط، وفقا للائحة في إيطاليا، ويحاول إنتر تفادي الوضع الحالي بشتى الطرق لأنه يسير في الطريق الصحيح للتتويج بلقب الدوري الايطالي بعد غياب دام لأزيد من عقد من الزمن، ويتفاوض إنتر في الوقت الحالي مع اللاعبين بشأن الرواتب لكي يضمن رضائهم عن المبالغ التي يحصلون عليها لحين حل الأزمة.
بينما أشارت صحيفة كوريري ديلو سبورت الايطالية إلى أن صندوق الاستثمارات السعودي هم الأقرب للتوصل الى إتفاق مع سونينغ لشراء أسهم نادي الإنتر وهم المتقدمين بالمفاوضات على شركة "BC Partners". وتبقى المهمة ليست سهلة وفقًا لما أكدته الصحيفة الإيطالية، بسبب الاهتمام الكبير من مستثمرين كبار على مستوى العالم بشراء إنتر، من بينهم الصندوق السيادي القطري وباقي المستثمرين الآخرين، ومن المقرر أن تتضح الصورة بشكل أكبر خلال الأسابيع القادمة.
وعلى الجانب الآخر فالسعودية تسعى للاستثمار أيضا في أسهم الغريم التقليدي للانتر ويتعلق الأمر بالميلان حيث أفادت وسائل إعلامية أن صندوق الاستثمار السعودي يدرس فكرة الاستحواذ على نادي ميلان وذلك بعد انسحابه من صفقة شراء نيوكاسل يونايتد الصيف الماضي ودخل صندوق الاستثمار في مفاوضات جادة لشراء النادي الناشط في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ في الصيف الماضي لكن الصفقة فشلت في النهاية وأعلن الصندوق رسمياً انسحابه منها. كما أوضحت صحيفة “صناديق” الإلكترونية السعودية أن المسؤولين في الجانب السعودي يدرسون جدياً الاستحواذ على ميلان المملوك حالياً من قبل صندوق إيليوت الأميركي ومر ميلان بمرحلة عدم استقرار مالي وإداري منذ باعه مالكه السابق سيلفيو بيرلوسكوني لكنه بدأ يعود للطريق الصحيح هذا الموسم ويُشار إلى أن شراء بيرلوسكوني لميلان في ثمانينيات القرن الماضي أحدث ثورة في العالم إذ صنع فريقاً سيطر على إيطاليا وأوروبا لسنوات ويعد أحد أفضل أجيال كرة القدم عبر تاريخها خاصة بامتلاكه الثلاثي فرانك رايكارد وماركو فان باستن ورود خوليت بجانب فرانكو باريزي وباولو مالديني.
تعليقات
إرسال تعليق